قصة إنشاء مرصد جمال خاشقجي

في عام 2018 قام جمال بزيارة مؤتمر أوسلو للحرية، وفى هذا الوقت كان يقوم بدراسة تأثير الادعاءات المضللة في تغيير المعلومات والتلاعب بالمنصات الإلكترونية العاملة عبر شبكة الأنترنت للتأثير على حرية الرأي والتعبير والديمقراطية وبدء من هذا الوقت بدأت حملات القمع ضده والتي تزامنت ضده وضدنا جميعًا مع ظهور شبكة هائلة تديرها الدولة ولا تزال نشطة للغاية حتى يومنا هذا.

وفى خلال زيارته بمؤتمر أوسلو تم تقديمه الى كولن كروويل الى نائب رئيس منصة تويتر، وخلال الأسبوع الذي أمضاه في أوسلو والأسابيع التي تلتها أجريت عدة محادثات مع جمال حول المشاريع المحتملة والتي كان أحداها فكرة إنشاء مركز لدراسة وكشف المعلومات المضللة والتي يتم نشرها من قبل الديكتاتوريات العربية وهذه الفكرة ليست جديدة حيث كنا نعملها عليها بالفعل لتطبيقها في نطاق الشرق الأوسط منطقة الشرق وشمال إفريقيا حيث كانت لدينا فكرة جيدة حول كيفية إجرائها ومدى قوتها حيث قمنا بعرض لتغطية النفقات الأولية لمثل هذا المشروع وتم الحصول على وعد بتقديم مزيد من الدعم.

وبسبتمبر 2018، قام كلا من إياد وجمال بوضع خططًاً للاجتماع المزمع عقده بمنتدى الحرية بأوسلو لمناقشة الخطوات العملية للمضي قدمًا بالمشروع، وفجاءة تم إلغاء المشروع وتقرر الذهاب لتركيا وهى الرحلة التي قتل فيها الصحفي جمال خاشقجي، وبعد مقتله مباشرة، تحدثنا مع السيد كولن وبدأنا بالاتفاق لعقد تعاون للمشاركة الرسمية من اجل توفير الحماية لنشطاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكذلك توفير المساعدة لمؤسسة توتير للتعرف على أية محاولات للتلاعب بالمنصة وإيقافها، كما بدأنا أيضًا في مراقبة طرق تضليل النظام السعودي للمعلومات المنشورة حول مقتل خاشقجي نفسه ودمج هذا التحليل مع تقارير المبلغين عن المخالفات مع الاستعانة بالمصادر الأخرى.

خلال هذا العمل تم اكتشاف فضيحة ابتزاز جيف بيزوس، وبانضمامنا لاحقا إلى فريق تحقيقات بيزوس الخاص للتحقيق الكامل في الأمر وكشفه أدى هذا الى تعرض إياد للعديد من التهديدات مما أدى لوضعه تحت حماية الشرطة في النرويج، وفي عام 2019 تم تناول قصة بيزوس بجزء كبير من رواية فيلم بريان فوغل "المنشق"، وبعد هذه التهديدات قررنا أن عملنا على كشف تلك المعلومات المضللة كان مهمًا للغاية بحيث لا يمكن التخلي عنه مما شجعنا بشكل كبير على السعي في أنشاء المؤسسة وتسميها على اسم الراحل جمال خاشقجي (JKDM) والتي كانت فكرته من الأساس، ونظرًا لمعرفتنا لحجم التهديدات التي نواجها وحساسية عملنا فقد أبقينا جميع أعمالنا منخفضة وسرية لأسباب واضحة للجميع.

ومنذ عام 2019 واصلنا النمو وتطوير نظام مراقبة التلاعب والتضليل بالاعلان الأجتماعي وقد ساعد ذلك توافر التمويل الذي تلقته المؤسسة في عام 2020 من منظمات بالنرويج تهدف إلى دعم حرية التعبير وحرية الصحافة، وقمنا بإجراء اتصالات بالمهتمين بمراقبة عمليات نشر معلومات مضللة من قبل الحكام المستبدين الذين يستهدفون العمليات الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي، وخلال هذا الوقت بأكمله، كانت قدراتنا تتحسن وفريقنا ينمو وخططنا تتماسك، لكننا تجنبنا أي ظهور علني لنشاطاتنا ولم يكن عملنا معروفًا إلا لأصحاب المصلحة المحددين والحلفاء المقربين ولكن الآن، وخاصة بعد الأحداث الأخيرة حان الوقت للإعلان رسميًا عن مرصد جمال خاشقجي لمراقبة تضليل الإعلان وعن فريقنا الرائع ومشاريعنا القادمة إلى العالم.

Donate